أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بورزازات، مساء أمس الخميس، حكمها في حق “م.ب”، إمام مسجد، بعد تورطه في ملف التحرش والإعتداء الذي لحق طالبات قاصرات أثناء دروس القرٱن بمسجد زاوية سيدي بلال، الواقع تحت النفوذ الترابي لجماعة وقيادة وسلسات بإقليم ورزازات.

وحكمت المحكمة، وفق المعلومات المتوفرة، على المتهم بـ5 سنوات سجنا نافذا بعدما توبع بجناية “هتك عرض قاصرات باستعمال العنف باعتباره موظفا دينيا ”، وذلك بعد شكايات تقدم بها أولياء أمور الضحايا، تفيد بتعرض بناتهم القاصرات للتحرش من طرف الإمام المذكور.

وتعود تفاصيل القضية، إلى العاشر من دجنبر 2024، حيث قدمت مصالح المركز القضائي للدرك الملكي بورزازات، أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة ذاتها، المسمى “م.ب”، إمام مسجد ومدرس ديني لحفظ القرآن الكريم بدوار زاوية سيدي بلال، التابعة لجماعة وقيادة وسلسات بتازناخت، إقليم ورزازات.

وجاء تقديم الإمام المتهم، من أجل هتك عرض طالبات قاصرات لا يتجاوز سنهن 13 سنة، يدرسن لدى المشتكى به بالمسجد مادة حفظ القرآن الكريم، بعد أمر سابق للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات بفتح بحث معمق ودقيق إثر توصله بمجموعة من الشكايات من أولياء أمور الضحايا، مفادها أن المشتكى به “م.ب” يقوم بلمس الطالبات القاصرات بيده على مستوى صدورهن وبشكل مباشر، كما يقوم بتقبيلهن على مستوى الخدود، وكذا وضعهن فوق فخديه، مؤكدين جميعا أن تصرفاته تلك كانت بسوء نية الغرض منها إشباع رغباته الجنسية الدفينة.

وكشف مصدر جيد الاطلاع أن البحث في موضوع تلك الشكايات جاء نتيجة حرص النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بورزازات بكل مكوناتها، وبتنسيق وتعاون مع المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني، من أجل السهر على حماية كل الفئات وصيانة حقوقها من أي تعسف أو اعتداء؛ وعلى رأس الفئات المشمولة بالحماية الأطفال، ولأن حقوق الإنسان بشكل عام تبقى ناقصة ما لم تعزز بحماية حقوق الفئات الخاصة، تماشيا مع المواثيق الدولية، خاصة اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وكذا مع القوانين الوطنية المنصوص عليها في التشريع المغربي.

وأضاف المصدر ذاته أنه نتيجة إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات على سير الأبحاث المنجزة من قبل مصالح الدرك الملكي، إذ تم الاستماع إلى الضحايا بشكل مفصل ودقيق، كما تم الاستماع إلى الشهود الذين أكدوا واقعة الاعتداء على عرض الطالبات القاصرات من قبل المشتكى به، أخضع الأخير للأبحاث المعمقة وبكل جدية ومسؤولية من قبل عناصر الضابطة القضائية التابعة للمركز القضائي للدرك الملكي بورزازات.

وأضاف المتحدث ذاته أنه بعد مواجهة المتهم بالتصريحات المتناسقة للضحايا وبوسائل الإثبات التي تم الوصول إليها لم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه من قبل الأطراف المشتكية، كما أن الأبحاث المعمقة معه مكنت من العثور بهاتفه على مجموعة من الصور الإباحية.

وتم تقديم المتهم أمام النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف، وقرر الوكيل العام للملك إحالته على قاضي التحقيق من أجل ارتكابه جناية هتك عرض قاصرات باستعمال العنف باعتباره موظفا دينيا، وجنحة حيازة صور خليعة وإباحية، فأمر القاضي بعد استنطاقه بإيداعه السجن المحلي بورزازات.

وكشفت المصادر عينها أن إمام المسجد المذكور “م.ب” سبق أن تمت إحالته مؤخرا على محكمة الاستئناف بورزازت من أجل ارتكابه أفعالا مماثلة تتعلق بهتك عرض قاصرات أخريات، فقضت المحكمة بتبرئته من المنسوب إليه، ليقرر الوكيل العام مواصلة وتعميق الأبحاث بخصوص الأفعال والتصرفات المشينة المنسوبة للمتهم، إلى أن تم الوصول إلى هوية العديد من الضحايا والشهود وإلى اعترف المتهم بالمنسوب إليه والعثور على أدلة تورطه في القضية.