قال محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن قرار إعفاء 16 مديرًا إقليميًا خلال شهر مارس الماضي جاء في سياق عادي وطبيعي، ضمن مسار تجديد الأطر القيادية وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، مشددًا على أن عدد المديرين الإقليميين يبلغ 85، منهم 11 منصبًا كان شاغرًا، ما استدعى فتح باب التباري لشغل هذه المناصب.

وأوضح برادة، خلال عرضه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، يوم الثلاثاء 13 ماي 2025، أن بعض المعفيين قضوا أكثر من عشر سنوات في مناصبهم، بينما سجلت تقارير تفتيشية ملاحظات سلبية في حق البعض الآخر، في حين أن الأغلبية تم إعفاؤهم بناء على طلب من الأكاديميات الجهوية، التي عبرت عن غياب التجاوب والفعالية في تنزيل مشاريع إصلاحية، خاصة مشروع “مدارس الريادة”.

وأضاف الوزير أن هذه الخطوة جاءت بعد تنظيم لقاءات تقييمية مع مسؤولي الأكاديميات، الذين أكدوا أن استمرار بعض المديرين الإقليميين لا يخدم الأهداف المنشودة رغم توفير الموارد البشرية والمادية، مضيفًا: “لا يمكن أن ننتظر نتائج إيجابية دون تغيير الوجوه التي لم تعد تقدم الإضافة”.

وأشار برادة إلى أن مباريات التوظيف شهدت مشاركة 600 مترشح، تم انتقاء 200 منهم، وتقدم حوالي 20 مترشحًا لكل منصب، وتم اختيار الأكفأ حسب معايير صارمة وتحت إشراف لجان متعددة، تضم ممثلين عن الوزارة ومديري الأكاديميات. كما كشف أن أربع نتائج لم تكن مقنعة، مما دفع الوزارة إلى إعادة فتح التباري بشأنها.

وفي ختام تدخله، شدد الوزير على أن المدراء الإقليميين مدعوون اليوم إلى الخروج إلى الميدان، ومعاينة واقع المؤسسات، وتقديم حلول حقيقية ونتائج ملموسة، لأن الأمر يتعلق بمستقبل أبناء المغاربة، مؤكدا أن الثقة في المدرسة العمومية تبدأ من قدرة المسؤولين على تحقيق أداء فعال ومواكب لطموحات الإصلاح.