بعد التتويج بالبطولة.. نهضة بركان تطرق أبواب التاريخ قارياً

بعد أن سطّر اسمه بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم الوطنية بنيله لقب البطولة المغربية للمرة الأولى في تاريخه، يبدو أن نادي نهضة بركان مصمم على كتابة صفحة جديدة من التألق قارّيًا، حيث يقترب بخطى ثابتة من تحقيق لقبه الثالث في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، في إنجاز غير مسبوق قد يضع الفريق في مصاف الكبار على المستوى القاري.
مباراة ذهاب نهائي الكونفدرالية، التي احتضنها الملعب البلدي ببركان، انتهت بفوز مستحق للفريق البركاني بنتيجة 2-0 أمام ضيفه نادي سيمبا التنزاني، بأداء قوي منذ الدقائق الأولى. وسجّل هدفي اللقاء كل من لامين كامارا في الدقيقة 8 وأسامة المليوي في الدقيقة 14، ليضع أبناء المدرب معين الشعباني أنفسهم في وضعية مريحة نسبيًا قبل مواجهة الإياب.
المباراة الحاسمة ستُجرى يوم الأحد 25 ماي 2025، على أرضية ملعب “أمان” بجزيرة زنجبار، في تمام الساعة الثانية زوالًا بالتوقيت المغربي. ويخوض النهضة البركانية هذه المواجهة بعزيمة قوية ورغبة جامحة في التتويج، خاصة وأن الفريق سبق له أن خسر نهائي الموسم الماضي أمام الزمالك المصري، ما يجعل من هذا النهائي فرصة للثأر الرياضي واستعادة المجد الإفريقي.
ما يُضفي على هذا الموسم طابعًا استثنائيًا هو أن نهضة بركان أمام فرصة تاريخية للتتويج بأربعة ألقاب دفعة واحدة. فبعد حسم لقب البطولة الوطنية، يقترب الفريق من حسم كأس الكونفدرالية، كما لا يزال حاضرًا بقوة في مسابقة كأس العرش، حيث بلغ دور ثمن النهائي، وسينازل الكوكب المراكشي يوم الجمعة 31 ماي الجاري. وإذا ما تُوّج بالكونفدرالية، فسيُلاقي بطل دوري أبطال إفريقيا في كأس السوبر الإفريقي، ما قد يُتوّج موسم الفريق البركاني كأكثر المواسم تتويجًا في تاريخه.
نهضة بركان، الذي ظل لسنوات يُصنّف ضمن أندية الظل، برهن هذا الموسم على أن العمل القاعدي والاستقرار التقني والإداري يصنعان المعجزات. وها هو اليوم يقف على أعتاب المجد القاري، ويُلهب حماس جماهيره الطامحة لرفع الكأس الإفريقية للمرة الثالثة، بعد لقبي 2020 و2022.
كل الأنظار تتجه إلى زنجبار، حيث يكتب البركانيون فصلًا جديدًا من مسيرتهم الذهبية، وعينهم على العودة بالكأس ومواصلة صناعة التاريخ.