في أجواء إيمانية مهيبة، احتضن المصلى الكبير بمدينة ورزازات صباح اليوم شعائر صلاة عيد الأضحى المبارك، بحضور عامل إقليم ورزازات السيد عبد الله جاحظ، مرفوقًا بالسيد باشا المدينة، وعدد من المسؤولين الأمنيين والإداريين، والمنتخبين، وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب جمع غفير من المواطنين والمواطنات.

وقد أمّ المصلين وألقى خطبتي العيد رئيس المجلس العلمي المحلي بورزازات، حيث تناول في كلمته المعاني الروحية العميقة لعيد الأضحى، وما يجسده من قيم التضحية والطاعة والتآزر بين أفراد الأمة. كما ركز على مكانة هذه الشعيرة في الإسلام، واستدل بأحاديث نبوية وآيات قرآنية تؤكد فضل هذا اليوم المبارك.

وفي لحظة لافتة، تطرق رئيس المجلس العلمي إلى القرار المولوي السامي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أمير المؤمنين، بإلغاء شعيرة الذبيحة هذا العام، مراعاةً للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد. واعتبر الخطيب هذه الخطوة تعبيرًا راقيًا عن القرب والرحمة التي يخص بها جلالته شعبه، على نهج جده المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأوضح أن جلالة الملك، اقتداءً بالسنة النبوية، سيكتفي بذبيحتين: واحدة عنه، وأخرى عن الأمة المغربية، وهو ما يُجسد أسمى معاني القيادة الحكيمة المتجذرة في قيم الدين الحنيف.

وقد خلفت هذه الكلمات أثراً طيبًا في نفوس الحاضرين، الذين عبّروا عن اعتزازهم بمواقف ملكهم الإنسانية والدينية، مؤكدين التفافهم الدائم حول العرش العلوي المجيد.

وحرصت السلطات المحلية على توفير أجواء ملائمة وآمنة لأداء هذه الشعيرة، وسط تنظيم محكم وتنسيق بين مختلف المصالح الأمنية والصحية والخدماتية، ما ساهم في إنجاح هذا الحدث الديني الكبير.

وبعد أداء الصلاة، تبادل الحضور التهاني والتبريكات، رافعين أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، بأن يحفظه الله ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.