Radio Player Radio Live
التفــــــاصيل

ورزازات تُعيد ابتكار ذاتها.. نهضة سياحية كبرى بين التراث والسينما والتكنولوجيا

في قلب الجنوب الشرقي المغربي، تسير مدينة ورزازات بخطى واثقة نحو نهضة سياحية شاملة، مدفوعة باستثمار يتجاوز مليار درهم، ضمن خطة طموحة تهدف إلى إعادة تموقع المدينة كوجهة رائدة في السياحة الثقافية والسينمائية. تقود هذه الدينامية الجديدة الشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT) بشراكة مع المجلس الإقليمي، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، وعدد من الفاعلين العموميين والخواص، في إطار رؤية مندمجة لإحياء العرض السياحي وتعزيز جاذبية المدينة.
تعتمد هذه الإستراتيجية على مجموعة من التدخلات الهيكلية، أولها إعادة تأهيل البنيات الفندقية وتحسين طاقتها الاستيعابية. فقد تم تجديد خمسين وحدة للإيواء تمثل ما مجموعه 4500 سرير، مع تركيز خاص على المنشآت المصنفة ضمن فئة 4 و5 نجوم. كما خصص غلاف مالي قدره 700 مليون درهم لإعادة فتح مؤسسات مغلقة منذ سنوات، من بينها فندق ميركور وفندق فرح الجنوب، مما سيساهم في تعزيز العرض الفندقي وتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية.
ولا تقتصر الرؤية الجديدة على الإيواء فقط، بل تشمل أيضًا تطوير عروض ترفيهية وتجريبية مبتكرة تستثمر في الخصوصية الثقافية والسينمائية للمنطقة. من بين هذه المشاريع، تبرز “ساحة جامع الفن” التي ستضم مراكز تفسير تفاعلية مخصصة لتاريخ وتقنيات السينما، و”ممر القصبات” الممتد من قصر تاوريرت، الذي يسلط الضوء على المعمار الطيني الفريد في المنطقة، إلى جانب فضاء قصر آيت بن حدو الذي سيتحول إلى منصة كبرى للأنشطة الثقافية والمهرجانات. كما ستحتضن ورزازات استوديو ترفيهي جديد يتيح للزوار خوض تجارب سينمائية بالواقعين المعزز والافتراضي، في مزج ذكي بين الترفيه والترويج للهوية السينمائية للمدينة.
ولتسهيل ولوج السياح إلى هذه التجارب، يجري الإعداد لإطلاق منصة رقمية حديثة سنة 2025، تُعنى بجرد وتحديد المواقع السياحية على الخريطة، وتيسير الربط بين الزوار والمشغلين، بما يعزز من وضوح الرؤية الرقمية للمدينة ويواكب تحولات العرض السياحي الجديد.
هذه الدينامية تندرج ضمن مخطط “رايزينغ ورزازات” الذي أطلقه المكتب الوطني المغربي للسياحة، وهو مخطط صُمم خصيصًا للمنطقة بهدف إحداث قطيعة إيجابية مع الأساليب التقليدية، عبر تسويق مبتكر يمزج بين الترويج الرقمي، والشراكات الإعلامية الدولية، وإنتاج مضامين سمعية بصرية موجهة للخارج، خصوصًا في المملكة المتحدة وأوروبا. وتشمل المبادرات المرتقبة استضافة فعاليات كبرى مثل قمة “ديزرت وومنز” والمؤتمرات الدولية السياحية، بالإضافة إلى الترويج للمطبخ الجنوبي المغربي عبر برامج تذوق وتجارب طهو فريدة.
وقد أكدت السيدة إيمان صابر، رئيسة المجلس الإقليمي لورزازات، أن هذه التحركات تعكس تعبئة جماعية غير مسبوقة بين الفاعلين العموميين والخواص، وتشكل مرحلة حاسمة في مسار التنمية السياحية للمدينة. وأشادت بدور البرامج الوطنية “كاب هوسبيتاليتي” و”جو سياحة” في دعم المقاولات الفندقية والاستثمار المحلي، مشددة على أن الرهان على ورزازات هو رهان على الشغل والاستقرار، داعية الدولة والقطاع البنكي إلى مواكبة هذه الطفرة برؤية استثمارية جريئة.
لكن النجاح الكامل لهذا المشروع يظل رهينًا بتحسين الربط، سواء الجوي أو الطرقي. فمن جهة، تقرر إطلاق خط مباشر يربط باريس بورزازات ابتداءً من أكتوبر المقبل، في خطوة واعدة لتعزيز الولوج الدولي. ومن جهة أخرى، أعيد فتح النقاش حول مشروع نفق تيشكا، باعتباره خيارًا استراتيجيًا لكسر العزلة وتحفيز حركة السياح والبضائع، وتوفير شروط نقل آمن وميسر على مدار السنة.
إنها إذن ورزازات الجديدة:
مدينة تعيد رسم ملامحها بين التراث والحداثة، السينما والتكنولوجيا، الهوية والانفتاح. ومن خلال هذا المشروع الكبير، تضع المدينة نفسها في قلب خارطة السياحة المستقبلية للمغرب، كوجهة تنبض بالأصالة وتعد بالكثير.

عـين الجـهة

الرشيدية

ورزازات

تنغير

زاكورة

ميدلت

صوت و صورة
خدمـــــــــات
Podcast

FREQUENCE EVENT

جميع الحقوق محفوظة

2025 ©

أخبـــــار
جاري تحميل...