المغرب وبنما يبرمان خارطة طريق لشراكة استراتيجية نموذجية في أمريكا اللاتينية

في إطار الزخم المتنامي الذي تعرفه العلاقات المغربية البنمية منذ قرار جمهورية بنما بتجميد اعترافها بجبهة البوليساريو، حل وزير خارجية بنما، خافيير مارتينيث أتشا، يوم الاثنين بالعاصمة الرباط، في زيارة رسمية شملت مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وتوجت بتوقيع عدد من الاتفاقيات التي ترسم ملامح شراكة استراتيجية دائمة بين البلدين.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة لتسليم رسالة خطية من رئيس جمهورية بنما، خوسيه راؤول مولينو، إلى الملك محمد السادس، إضافة إلى التوقيع على خارطة طريق للتعاون القطاعي للفترة 2025-2027، واتفاق إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية من التأشيرات، إلى جانب آليات قانونية أخرى تروم تعزيز التعاون الثنائي.
وخلال ندوة صحفية مشتركة، أكد بوريطة أن الزيارة تندرج في إطار “مرحلة جديدة” من العلاقات الثنائية، انطلقت عقب سحب بنما لاعترافها بما يُسمى “الجمهورية الصحراوية”، وما تلاها من تواصل مباشر بين قائدي البلدين. وأشار إلى أن هذه الدينامية تتجسد في الاتفاق على توسيع مجالات التعاون لتشمل السياحة، الأمن الغذائي، وربط الموانئ.
كما أعلن الوزير المغربي أن المرحلة المقبلة ستشهد زيارات رفيعة لمسؤولين من بنما إلى المغرب، من بينهم وزراء الفلاحة والتجارة، والمدير العام للأمن والاستخبارات، إلى جانب انخراط رجال الأعمال من الجانبين في هذه الشراكة الواعدة.
وأكد الطرفان على أهمية عقد اجتماع قريب للجنة الحوار السياسي، لتنسيق المواقف إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، بالنظر إلى تقارب وجهات النظر بين البلدين.
وفي ما يخص قضية الصحراء المغربية، نوّه بوريطة بالموقف “الوازن” لبنما، خاصة أنها تشغل حاليا عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، مبرزاً أن انضمامها إلى الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي يعزز مسار الحل السياسي ويعكس التحول الدولي المتواصل بشأن هذه القضية.
وأضاف أن هذا التوجه الإيجابي من طرف بنما يخلق فرصاً واعدة للمنطقة، سواء على صعيد الاستقرار، أو على مستوى تحقيق الاندماج الإقليمي والتنمية، في ظل ما تعانيه مخيمات تندوف من أوضاع إنسانية مأساوية نتيجة استمرار النزاع المفتعل.