لقجع.. مونديال 2030 بالمغرب سيكون نموذجاً عالمياً في الاستدامة والاندماج

أكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن المغرب عازم على تنظيم كأس العالم 2030 ضمن رؤية شاملة تجعل من هذا الحدث الرياضي العالمي رافعة للاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي، وانطلاقة لتحول هيكلي ينسجم مع النموذج التنموي الجديد.
وجاء هذا التأكيد خلال لقاء نظم، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بسلا الجديدة، تحت شعار: “كأس العالم 2030، مناخ العالم”، حيث تمت مناقشة آفاق ربط تنظيم المونديال بالتنمية المستدامة والتحول البيئي.
وفي كلمة تليت نيابة عنه، شدد لقجع بصفته رئيس لجنة كأس العالم 2030، على أن المملكة، التي تستعد لتنظيم هذا الحدث الكروي العالمي بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، تعتبر المونديال فرصة تاريخية لـتسريع الانتقال البيئي وتعزيز التنمية المتضامنة.
وأضاف أن التوجه المغربي يندرج في إطار الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الاستدامة ركيزة أساسية في السياسات العمومية، مشيراً إلى أن المغرب لا يطمح فقط إلى تنظيم ناجح تقنياً، بل إلى مونديال يُلهم العالم بنموذجه البيئي والاجتماعي.
ثلاثة محاور للتحول المستدام
وكشف لقجع عن ثلاثة محاور رئيسية ضمن خطة المغرب للاستدامة في إطار المونديال:
الاستثمار في الطاقات المتجددة لتزويد المنشآت الرياضية بالطاقة النظيفة.
إدارة الموارد المائية بشكل مبتكر، انسجاماً مع تحديات الجفاف.
نظام متكامل لمعالجة النفايات يشمل التسميد العضوي وتدوير المواد، مع اعتماد حكامة بيئية شاملة.
وأكد أن هذه الدينامية ستشمل حتى المناطق غير المستضيفة للمباريات، من خلال تعبئة التمويلات المبتكرة مثل التمويل الكربوني، وتثمين المعارف المحلية، وضمان إشراك جميع الجهات.
إشادة دولية برؤية المغرب
وخلال نفس اللقاء، عبّر مارك بومان، نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، عن إعجابه بالتوجه المغربي، واصفاً إياه بـ”النموذجي” في التوفيق بين الطموحات الرياضية والالتزامات المناخية، مشيراً إلى أن البنك استثمر أكثر من خمسة مليارات يورو في المملكة، ويواصل دعمه لمشاريعها البيئية، مثل برنامج المدن الخضراء، والسندات الخضراء الصادرة عن مدينة أكادير والمكتب الوطني للسكك الحديدية.
من جهتها، نوهت إيلاريا كارنيفالي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المغرب، بجهود المملكة لدمج الرياضة في خدمة التنمية المستدامة، معتبرة أن مونديال 2030 قد يصبح نموذجاً عالمياً لدمج الأجندة البيئية في الأحداث الكبرى، مع ما يرافقه من أثر محلي إيجابي، خاصة على مستوى الأجيال الصاعدة.
جلسات علمية وتوصيات خضراء
وتضمن اللقاء ثلاث جلسات علمية تناولت مواضيع:
البنيات التحتية المستدامة،
آليات التمويل الأخضر،
والتنقل منخفض الكربون.
وقد شارك في النقاش نخبة من المسؤولين الحكوميين، وخبراء المناخ، وممثلين عن المؤسسات المالية والجهوية، ما يعكس اهتمامًا وطنيًا شاملاً بتحويل كأس العالم من مناسبة رياضية إلى فرصة حقيقية للتحول الأخضر.