الراشيدية على موعد مع مشروع بيئي وتنموي رائد بضفاف سد الحسن الداخل

في إطار الجهود الرامية إلى النهوض بالبيئة والتنمية المستدامة، يرتقب إطلاق مشروع طموح بضفاف سد الحسن الداخل بإقليم الرشيدية، يهدف إلى إحداث تحول نوعي في المشهد البيئي والاقتصادي للمنطقة، وذلك بميزانية تقديرية تبلغ حوالي 16.13 مليون درهم.
ويعتمد المشروع على مقاربة مندمجة تشمل عدة تدخلات تهدف إلى الحد من التعرية والانجراف، عبر عمليات تشجير موسعة، وإنجاز متارس حجرية، وذلك من أجل حماية السد من التوحل وضمان ديمومة وظيفته المائية. كما يسعى المشروع إلى تثمين الأنشطة المرتبطة بالصيد وتربية الأسماك، بما يعزز الأمن الغذائي ويحافظ على التوازنات البيئية.
وفي بعده المجالي، يطمح هذا الورش إلى خلق فضاء طبيعي مفتوح في محيط السد، يشكل متنفسا بيئيا وترفيهيا لفائدة ساكنة المدينة والزوار، عبر إحداث حزام أخضر يساهم في تحسين جودة الهواء وتلطيف المناخ المحلي، إلى جانب دعم الأنشطة السياحية والرياضية المرتبطة بالمجال المائي، بما في ذلك السياحة البيئية والرياضات المائية.
كما يتضمن المشروع إجراءات لدعم الصيد التقليدي، وتحفيز الأنشطة المدرة للدخل ذات الصلة بالمجال البيئي، في أفق خلق دينامية اقتصادية محلية توازن بين استثمار المؤهلات الطبيعية والحفاظ على الموارد.
وسيُنجز المشروع في إطار شراكة متعددة الأطراف تشمل وزارة الداخلية، والمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، ومجلس جهة درعة تافيلالت، ووكالة الحوض المائي كير-زيز-غريس، إلى جانب تمثيلية الجماعة السلالية للخنك، ما يعكس تعبئة جماعية وانخراطا مؤسساتيا من أجل تنمية مندمجة ومستدامة.
ومن المنتظر أن يشكل هذا المشروع رافعة جديدة لتعزيز جاذبية إقليم الرشيدية كوجهة سياحية وبيئية، وتوفير بدائل حضرية طبيعية تسهم في تحسين جودة الحياة، واستجابة لحاجة الساكنة المتزايدة إلى فضاءات خضراء ومنشآت ترفيهية تزاوج بين الحفاظ على البيئة والتنمية المحلية.