عبّر المجلس العام لأطباء الأسنان في إسبانيا عن قلقه من تزايد توجه السياح الإسبان إلى المغرب لتلقي علاجات الأسنان في إطار ما يُعرف بـ”السياحة العلاجية”، محذّراً من أن بعض هذه التدخلات، خصوصاً التجميلية منها، قد لا تراعي المعايير الطبية الضرورية لضمان سلامة المرضى، رغم الترويج لها بأسعار مغرية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لما أوردته صحيفة El Confidential، أشار رئيس المجلس، الدكتور أوسكار كاسترو رينو، إلى أن بعض العروض المنتشرة عبر الإنترنت تقدّم خدمات مثل تركيب عدسات الأسنان في وقت قصير لا يسمح، حسب قوله، بإجراء تشخيص دقيق أو خطة علاج مناسبة، مما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل حساسية الأسنان أو التهابات اللثة.

كما حذّر كاسترو من أن العلاجات التي تُنجز خارج الأراضي الإسبانية لا تخضع للرقابة والمعايير التنظيمية المعتمدة محلياً، الأمر الذي قد يُعقّد عملية المتابعة الطبية في حال ظهور مضاعفات بعد عودة المرضى إلى إسبانيا.

في المقابل، رد الدكتور محمد سديرة، رئيس الهيئة الوطنية لأطباء الأسنان في المغرب، على هذه الانتقادات، مؤكداً أن الكفاءات الطبية المغربية معترف بها دولياً، وأن الإقبال المتزايد من السياح، خصوصاً الإسبان والفرنسيين، يعكس ثقتهم في جودة خدمات طب الأسنان بالمملكة.

وعبّر سديرة عن أسفه من امتناع بعض الأطباء الإسبان عن تقديم الرعاية لمرضى عولجوا في المغرب، مبرزاً أن الأطباء المغاربة لا يترددون في استقبال المرضى والسياح الذين سبق لهم تلقي علاجات بالخارج، دون تمييز أو تحفظ.

ورغم إشادته بالمستوى المهني للقطاع، لم يُخفِ سديرة قلقه من بعض التجاوزات الفردية، مشيراً إلى أن الهيئة سبق وأن نبّهت الجهات المختصة إلى وجود ممارسات غير قانونية في بعض العيادات، تشمل استخدام مواد غير مرخصة أو غياب الشروط الصحية.

وتأتي هذه التصريحات في سياق تنامي الإقبال على السياحة الطبية بالمغرب، الذي لا يقتصر على علاجات الأسنان فقط، بل يشمل كذلك الجراحة التجميلية، خاصة في مدن كبرى مثل الدار البيضاء ومراكش، بفضل الأسعار التنافسية مقارنة بالدول الأوروبية.