الإعلام الجزائري يطمس الهوية المغربية في "كان السيدات" ويستبدل شعار "لارام" بشعار "توتال" الفرنسية

في واقعة أثارت الكثير من الاستغراب والجدل، أقدم التلفزيون العمومي الجزائري على طمس شعارات ذات صلة بالمملكة المغربية خلال تغطيته لمنافسات كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي تحتضنها المملكة حالياً، وذلك في خطوة فسّرها العديد من المراقبين بكونها تعبيراً عن حساسية مفرطة تجاه أي حضور مغربي إيجابي، حتى في سياق رياضي محض.
ووفق ما تم تداوله على نطاق واسع، أظهرت اللقطات الرسمية للمؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة الافتتاحية للمنتخب الجزائري النسوي أمام منتخب بوتسوانا، والتي جرت على أرضية ملعب الأب جيكو بالدار البيضاء، وجود لوحة إعلانية تضم شعار الخطوط الملكية المغربية (لارام)، باعتبارها من بين الرعاة الرسميين للبطولة، تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف).
غير أن النسخة المعروضة على شاشة القنوات الجزائرية العمومية أظهرت تعديلاً بصرياً واضحاً، تم من خلاله حذف شعار “لارام” وتعويضه بشعار شركة “طوطال إينرجي” الفرنسية، وهو ما أثار تساؤلات مهنية وأخلاقية حول ممارسات التحرير التي اعتمدها الإعلام العمومي الجزائري في هذا السياق.
وقد اعتبر عدد من المتابعين أن هذه الخطوة تدخل في إطار محاولات ممنهجة لحجب أي رمز أو إشارة تحمل دلالة مغربية، حتى عندما تكون ذات صبغة رسمية ومرتبطة بتنظيم دولي تحت إشراف هيئة قارية مستقلة.
وتجاوز التعديل حدود اللوحات الإعلانية، ليشمل أيضا حذف عبارة “المغرب 2025″، التي تظهر في عدد من المشاهد الرسمية المرتبطة بالترويج لنهائيات كأس إفريقيا للأمم المرتقبة بالمغرب، من التقارير المصورة التي بثتها القنوات الجزائرية الرسمية بشأن مشاركة منتخبها النسوي.
وقد رأى محللون أن هذه الممارسات تذكر بسلوك إعلامي تمارسه دول قليلة حول العالم، تُعرف بإخضاع المحتوى الرياضي للبث المؤجل أو المعدّل وفق اعتبارات سياسية، على غرار ما قامت به كوريا الشمالية خلال مونديال 2022، حيث تم تأخير بث المباريات وإخضاعها للمونتاج لحذف شعارات وأعلام دول مجاورة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل سياق إقليمي متوتر، يشهد منذ سنوات تدهوراً في العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، انعكس على مجالات متعددة، من بينها تغطية الأحداث الرياضية والثقافية ذات البعد القاري والدولي.