صورة بونو تفتح النقاش حول واقع التصوير الفوتوغرافي في الملاعب المغربية
أثارت صورة الحارس الدولي المغربي ياسين بونو، التي التُقطت خلال إحدى المباريات الأخيرة، اهتمامًا واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، بعدما انتشرت على نطاق واسع ولاقت إشادات دولية من متابعي الشأن الكروي ومحترفي التصوير الفوتوغرافي. الصورة التي التقطها المصور المصري محمد جمال، المعروف باسم GEMI Photowork، تحولت بسرعة إلى نموذج بصري يحتذى به، ليس فقط من حيث جودتها التقنية، ولكن لما تحمله من دلالات فنية ومهنية.
وقد نشر المصور تدوينة مفصلة على حساباته الرسمية، استعرض من خلالها كواليس التقاط هذه الصورة، كاشفًا عن مجموعة من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالعدسات المستعملة، وزوايا التصوير، وطريقة التموضع داخل الملعب، وكل ما تطلّب الأمر من صبر وانتظار واستعداد مسبق، لإنتاج لحظة فوتوغرافية توثق أكثر من مجرد لقطة رياضية، بل تُجسد مشهداً متكاملاً ينقل العاطفة والحركة والسرد البصري.
هذا المنشور، وإن كان توثيقًا لتجربة شخصية ناجحة، فقد فتح في الآن ذاته نقاشًا مهنيًا مهمًا حول واقع التصوير الفوتوغرافي الرياضي، خاصة داخل الملاعب المغربية. حيث طرح العديد من المهتمين سؤالًا مشروعًا: لماذا لم تكن هذه الصورة من توقيع مصور مغربي؟ وهل يشتغل المصورون المحليون بالشغف والاحترافية نفسهما؟
إن الصورة التي التُقطت لبونو، والتي نالت إعجابًا واسعًا، تعكس الفرق بين المصور الذي ينتظر الحدث لتوثيقه، والمصور الذي يصنع اللحظة بعينه وعدسته وفكره. كما تثير نقاشًا أوسع حول طبيعة العمل الفوتوغرافي الرياضي بالمغرب، ومدى الاستثمار في التكوين والرؤية الفنية لدى المشتغلين بهذا المجال.
وفي الوقت الذي تزداد فيه التظاهرات الرياضية تنظيمًا وحضورًا وجماهيرية، يبقى جانب التوثيق البصري محتاجًا إلى إعادة نظر شاملة، تستحضر ضرورة التكوين المستمر، وتطوير المهارات، وتشجيع الحس الإبداعي، وتجاوز منطق “النقل التقليدي” نحو إنتاج صور ذات بُعد فني وإنساني.
تجربة المصور GEMI ليست فقط نموذجًا ناجحًا في التقاط لحظة رياضية، بل دعوة صريحة لإعادة التفكير في ممارسات التصوير الرياضي بالمغرب، والعمل على الارتقاء به، ليواكب الطموحات الكبيرة للرياضة الوطنية، ويوازي قيمتها داخل وخارج الميدان.









