قام محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، صباح اليوم، بزيارة ميدانية إلى إقليم زاكورة، مرفوقًا بكل من السيد عامل إقليم زاكورة، والسيد أهرو أبرو، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، ورئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، حيث تم التوقيع على عدد من اتفاقيات الشراكة المهيكلة التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الثقافية والشبابية بالإقليم.

وقد جرى التوقيع خلال هذه الزيارة على اتفاقيات تهم بناء مجمع الشباب والطفولة بمدينة زاكورة، ودور الشباب بكل من تازارين، بني زولي، وأيت أولال، باستثمار إجمالي يقدر بـ 98 مليون درهم. ومن المنتظر أن تُحدث هذه المشاريع نقلة نوعية في مجال تأطير وتكوين الشباب، إلى جانب دعم الحركية الثقافية بمختلف جماعات الإقليم، الحضرية منها والقروية.

وتندرج هذه المشاريع في إطار سياسة القرب التي تنهجها الوزارة، والرامية إلى تمكين الشباب من فضاءات متعددة الوظائف، تجمع بين التكوين والتثقيف والترفيه، وتوفر إطارًا مؤسساتيًا لاحتضان المبادرات الشبابية والأنشطة الثقافية والفنية.

وشملت الزيارة أيضًا القصبة التاريخية لمدينة زاكورة، التي تُعد أحد أبرز المعالم التراثية التي تختزل مراحل مهمة من تاريخ الجنوب الشرقي المغربي، والتي يتم العمل على تثمينها وصيانتها في أفق تحويلها إلى نقطة جذب سياحي وثقافي.

كما قام الوفد الرسمي بزيارة موقع فم الشنة الأثري، الذي يُعد من أغنى المواقع الوطنية بالنقوش الصخرية القديمة، حيث وثّق الباحثون أكثر من 410 حروف من الكتابة الليبية (الأمازيغية القديمة)، ما يمنحه أهمية علمية وتاريخية كبرى. ويُرتقب أن يُدمج هذا الموقع ضمن مسارات السياحة الثقافية بالإقليم، ليشكل عنصرًا جاذبًا للزوار والمهتمين بالتراث والآثار، من داخل وخارج المغرب.

وخلال هذه المناسبة، تم التأكيد على ضرورة تثمين هذا التراث الثقافي الغني، وجعله رافعة للتنمية المجالية والسياحية، من خلال مشاريع مندمجة تجمع بين حماية التراث وتوفير البنيات التحتية الأساسية للشباب.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تفعيل التوجهات الحكومية الرامية إلى دمج البعد الثقافي في التنمية المحلية، وجعل الشباب في قلب السياسات العمومية، عبر توفير فضاءات للإبداع والمشاركة الفعالة في الحياة المجتمعية.