ارتفاع الإقبال على “المدفونة الفيلالية” خلال الصيف ينعش اقتصاد الريصاني
أكد مهنيون متخصصون في تحضير وجبة “المدفونة الفيلالية”، أحد أشهر أطباق الجنوب الشرقي المغربي، أن الطلب عليها يشهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال العطلة الصيفية، خاصة مع توافد العديد من العائلات لزيارة المنطقة أو قصد صحراء مرزوكة للسياحة الاستشفائية، ما ينعكس إيجابًا على الدورة الاقتصادية لمدينة الريصاني.
وحذّر هؤلاء من بعض الممارسات التي باتت شائعة، مثل الإفراط في استخدام الشحم أو تقليل كمية اللحم مقارنة بالأحجام المتعارف عليها، معتبرين أنها ممارسات تسيء إلى سمعة الطبق والمنطقة.
رواج قياسي
زكرياء احسايني، جزار متخصص في تحضير “المدفونة الفيلالية” بمدينة الريصاني، أوضح أن الطلب ارتفع بشكل لافت، إذ يتم إعداد ما بين 30 و40 مدفونة يوميًا، وهي نسبة وُصفت بالقياسية. وأكد أن هذا الإقبال يعكس مكانة “المدفونة” كطبق أصيل يجذب السكان المحليين والزوار المغاربة والأجانب، إلى جانب وجبة “الفراخ” التي تشتهر بها نساء تافيلالت.
وأشار إلى أن لكل محل جزار لمسته الخاصة في التحضير، ما يثير إعجاب الزوار الذين يكتشفون نكهة هذا الطبق المميز، الذي يجمع بين اللحم واللوز والبيض المسلوق والبهارات الخاصة. وأوضح أن أحجام “المدفونة” تختلف، فالصغيرة تحتوي على نحو 500 غرام من اللحم، والمتوسطة 750 غرامًا، والكبيرة كيلوغرام كامل، بأسعار تتراوح بين 60 و120 درهمًا حسب الحجم، متأثرة بارتفاع أسعار اللحوم.
خصوصية محلية
من جانبه، أكد عبد الغني، جزار في السوق المركزي قرب “رحبة التمر”، أن “المدفونة” أصبحت تحظى باهتمام متزايد بفضل جهود التعريف بها من قبل الفاعلين السياحيين، وأن الإقبال عليها يعكس رغبة الزوار في اكتشاف الأكلات التقليدية العريقة التي تميز المنطقة.
وأوضح أن تحضيرها عملية متكاملة يشارك فيها الجزارون وأصحاب الأفران التقليدية، ما يمنحها جودة خاصة. وأضاف أن كثيرين يسمعون عن هذا “الرغيف المحشو باللحم” دون معرفة تفاصيله، لكنهم ينبهرون بمذاقه ورائحته عند تناوله طازجًا، خاصة مع كؤوس الشاي وسط أجواء دافئة.









