مجموعة السلام.. نصف قرن من الفن والأصالة بورزازات
من قلب ورزازات، ومن أعماق أحيائها الشعبية، خرج صوت مجموعة السلام الذي رافق أجيالاً من المستمعين وترك بصمة لا تُنسى في المشهد الفني المحلي. عبر سنوات طويلة من العطاء، قدمت الفرقة ألحاناً خالدة ما زال جمهورها يرددها بحب ووفاء، من أشهرها: “دنيا غدارة” – “حورية” – “ميلودة”، وغيرها من الأغاني التي أصبحت جزءاً من ذاكرة المدينة الموسيقية.
تأسست المجموعة سنة 1975 ضمن الأنشطة الموازية لمدرسة القدس، تحت إشراف الفنانين والتعليم الكبار المرحوم مولاي احفيظ كريم والمرحوم مولاي عبد السلام لمغاري، وبدأت مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، صاعدين من أحياء شعبية، يحيون المناسبات الدينية والوطنية والعائلية.
مع مرور الوقت، التحق حميد موسي بالمجموعة، ليصبح ركناً أساسياً في استمراريتها، وساهم بشكل كبير في تعزيز حضورها الفني، خصوصاً بعد اقتناء مكبرات صوت حديثة من نوع Montarbo سنة 1986، ما منح الفرقة قوة وانتشاراً واسعاً.
وفي سنة 1998 شهدت المجموعة انقساماً داخلياً، فتأسست فرقة جديدة باسم أتيبرن بقيادة حسن سفيو وموسي بوبكر، بينما حافظ حميد موسي على استمرارية مجموعة السلام، بمرافقة الأعضاء الأوفياء، أبرزهم الفنان عبد الله علا.
اليوم، عبد الله علا أصبح رمزاً جماهيرياً في ورزازات، يعرفه الكبير والصغير، ويُحضر له الشباب من كل أزقة المدينة في الأعراس والسهرات والمهرجانات. حضوره على المسرح يمثل روح الفرقة وجمهورها، ويعكس مدى ولاء الناس للفن الأصيل الذي تمثل فيه مجموعة السلام.
بعد أكثر من 49 سنة، ما زالت مجموعة السلام حاضرة في كل مناسبة، محافظة على جمهورها الكبير ووفاء محبيها، لتصبح أكثر من مجرد فرقة موسيقية، بل ذاكرة حية لفن وتراث ورزازات، تنتقل من جيل إلى جيل بلا تغيير، حاملة إرث نصف قرن من الحب والإبداع الفني.









