تشهد مدينة الرشيدية منذ أسابيع توافدًا متزايدًا للمهاجرين غير النظاميين، وذلك في إطار عمليات أمنية لترحيلهم من مدن الشمال، خاصة طنجة وتطوان والفنيدق ومارتيل، إضافة إلى مدينة مراكش.

وقد وصلت، مساء الأربعاء، ثلاث حافلات تقل أكثر من مائة مهاجر قادمين من طنجة، ينحدرون من دول إفريقية عدة، من بينها السنغال، الكاميرون، تشاد، أنغولا، السودان والغابون.

ووفق المعطيات المتوفرة، فقد تم خلال الأسبوع الماضي فقط ترحيل ما يزيد عن 880 مهاجرًا، من بينهم نساء، عبر معابر باب سبتة وعدد من مدن الشمال ومراكش، ليجري توزيعهم على مدن الرشيدية وتنغير وبوذنيب.

وقد عبّر نشطاء محليون عن مخاوفهم من التداعيات الاجتماعية والإنسانية لهذه الترحيلات الجماعية، معتبرين أن الأمر قد يضع ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية والخدمات الاجتماعية بالمدينة، التي تعاني أصلاً من خصاص في مجالات الصحة والشغل والسكن.

وطالب النشطاء السلطات الجهوية والوطنية بالتدخل العاجل لوضع استراتيجية شاملة للتعاطي مع هذا الوضع، تأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني وحقوق المهاجرين، إلى جانب حماية الساكنة المحلية من أي انعكاسات محتملة، مشددين على ضرورة إشراك المجتمع المدني في صياغة حلول متوازنة.

وتأتي هذه التطورات في سياق السياسة الوطنية لتدبير ملف الهجرة غير النظامية، خاصة مع تنامي الضغوط على مدن الشمال التي أصبحت تشكل نقطة عبور رئيسية نحو أوروبا، وهو ما يدفع السلطات إلى إعادة توزيع المهاجرين نحو مدن الداخل.