دول المحيط الهادئ تؤكد دعمها لمغربية الصحراء خلال مباحثات نيويورك
أكدت عدة دول في منطقة المحيط الهادئ، من بينها ميكرونيزيا، بالاو، وبابوا غينيا الجديدة، دعمها الكامل لسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، معتبرة أن المخطط المغربي للحكم الذاتي يمثل الحل الوحيد للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وجاء هذا التأكيد خلال مباحثات ثنائية جرت في نيويورك على هامش الأسبوع الرفيع المستوى للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بنظرائه من هذه الدول.
وفي تعليق له، اعتبر خبير الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، هشام معتضد، أن الموجة الأخيرة من المواقف الداعمة لمغربية الصحراء، سواء من دول أميركا اللاتينية مثل الباراغواي أو دول المحيط الهادئ، تعكس مساراً تصاعدياً في هندسة الربح الدبلوماسي المغربي، مضيفاً أن هذه المواقف لا تُعد أحداثاً متفرقة، بل جزءاً من تراكم استراتيجي يعكس نجاح الدبلوماسية الواقعية للمغرب في كسر الجمود التقليدي حول هذا الملف.
وأوضح معتضد أن اختيار هذه الدول يحمل رمزية مهمة، فهي بعيدة عن النزاع المباشر لكنها تمتلك وزناً معنوياً داخل الأمم المتحدة، خصوصاً في ديناميات التصويت بالجمعية العامة، وهو ما يعزز صورة المغرب كخيار شرعي يحظى بقبول متنامٍ عبر قارات متعددة.
وأضاف الخبير أن هذه المواقف تعكس أيضاً تحوّلاً في مزاج دول الجنوب، حيث تتقاطع مصالحها مع المغرب في مجالات التنمية المستدامة، الأمن المناخي، والدبلوماسية الاقتصادية جنوب-جنوب، ما يجعلها تميل لدعمه كخيار استراتيجي طويل الأمد.
وأشار معتضد إلى أن توالي هذه الاعترافات يخلق ضغطاً دبلوماسياً على القوى المعارضة، وعلى رأسها الجزائر، ويضعف السردية الانفصالية، كما يوضح استراتيجية المغرب في “هندسة الكتلة الحرجة” داخل الأمم المتحدة، حيث يُقاس التأثير ليس بحجم الدولة فحسب، بل بتراكم الأصوات في لحظات التصويت الحاسمة.
وأكد الخبير أن المغرب يربط قضية الصحراء بمنظومات أوسع من التضامن الدولي في مجالات المناخ، الأمن البحري، والتنمية المشتركة، ما يحول النزاع الإقليمي إلى رصيد جيوستراتيجي يُدار بالذكاء الدبلوماسي.
وكان وزير شؤون خارجية الباراغواي، روبن راميريز ليزكانو، قد أعلن يوم الاثنين 22 شتنبر 2025 في نيويورك أن بلاده تعترف بسيادة المغرب على صحرائه وتعتزم فتح قنصلية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في خطوة تعكس استمرارية التوسع الدولي لدعم مخطط المغرب للحكم الذاتي.
