عرفت الأسواق المغربية خلال الأيام الأخيرة هبوطًا واضحًا في أسعار الدجاج الحي، بعدما تجاوزت خلال فصل الصيف عتبة 25 درهمًا للكيلوغرام الواحد. فقد انخفض السعر حاليًا إلى ما بين 17 و18 درهمًا في أغلب المدن، في تحول يُعيد التوازن إلى سوق الدواجن بعد أشهر من الارتفاع الذي أثقل كاهل المستهلكين.

ويأتي هذا الانخفاض نتيجة تراجع الطلب ووفرة العرض داخل السوق الوطنية، خاصة بعد انقضاء فترة الصيف التي تعرف عادة ارتفاعًا في الاستهلاك بسبب المناسبات العائلية والأنشطة الاجتماعية. ومع عودة الإيقاع الاقتصادي والاجتماعي إلى طبيعته، تراجعت وتيرة الطلب بشكل تدريجي، ما انعكس مباشرة على مستويات الأسعار.

من جهة أخرى، ساهم انخفاض تكاليف الإنتاج، خصوصًا أسعار الأعلاف والنقل، في تخفيف الضغط على المربين والتجار على حد سواء، الأمر الذي ساعد في استقرار الأسعار. وتشير المعطيات الميدانية إلى أن السوق يعيش حاليًا مرحلة توازن نسبي بين العرض والطلب، بعدما كان الخلل في الأشهر الماضية سببًا رئيسيًا في موجة الغلاء.

كما تعرف وتيرة الإنتاج داخل الضيعات استقرارًا كبيرًا، إذ ارتفع إنتاج الكتاكيت خلال الأسابيع الأخيرة إلى مستويات تضمن وفرة في المنتوج الوطني، ما عزز من فرص انخفاض الأسعار أكثر في الفترة المقبلة.

ويرى متتبعون أن هذا التراجع يشكل انفراجًا مرحبًا به بالنسبة للأسر المغربية التي عانت من ارتفاع أسعار الدجاج خلال الصيف، معتبرين أن الظرفية الحالية قد تمهد لمرحلة من الاستقرار السعري إذا استمرت العوامل المساعدة، خصوصًا مع تحسن العرض المحلي وتراجع كلفة العلف.

وبذلك، يُتوقع أن تواصل أسعار الدجاج الحي منحاها التنازلي خلال الأسابيع القادمة، لتعود إلى مستوياتها الطبيعية التي تتراوح ما بين 15 و17 درهمًا للكيلوغرام الواحد، وهو ما من شأنه أن ينعش القدرة الشرائية ويعيد الثقة إلى سوق الدواجن بالمغرب.