أفادت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بأن الصعود اللافت لكرة القدم المغربية على الساحة العالمية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية ملكية استراتيجية بعيدة المدى أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعلت من الرياضة، وخاصة كرة القدم، رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.

وأوضحت القناة البريطانية، في تقرير مفصل عقب تتويج المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة بلقب كأس العالم في الشيلي، أن المغرب تبنى منذ سنة 2008 سياسة رياضية طموحة تركز على تأهيل البنية التحتية وتكوين الأجيال الصاعدة، وهو ما تُرجم إلى إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم سنة 2009، ثم المركب الرياضي محمد السادس بمدينة سلا سنة 2019، الذي يعد من بين الأفضل قارياً ودولياً.

وذكّرت “بي بي سي” بأن خمسة من لاعبي المنتخب الفائز بكأس العالم لأقل من 20 سنة هم خريجو الأكاديمية الملكية، إلى جانب عدد من أبرز عناصر المنتخب الأول مثل نايف أكرد، عز الدين أوناحي ويوسف النصيري، الذين بصموا على إنجاز تاريخي في مونديال قطر 2022 بوصول المغرب إلى نصف النهائي.

ونقلت القناة عن فتحي جمال، مدير التطوير التقني بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قوله إن أكاديمية محمد السادس “قدمت عملاً استثنائياً في تكوين اللاعبين الشباب”، مشيرة إلى أن المركز يضم ثمانية ملاعب وقاعات تدريب متطورة ومرافق طبية حديثة، إلى جانب مسبح أولمبي وفندق خمس نجوم.

وأضاف التقرير أن الجامعة الملكية المغربية واصلت الاستثمار في مراكز التكوين الجهوية وفي تأهيل المدربين المحليين، كما قامت بإحداث أكثر من 7 آلاف ملعب للهواة بمختلف جهات المملكة، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تعميم ممارسة كرة القدم وتوسيع قاعدة المواهب.

وأكدت “بي بي سي” أن المغرب خصص ميزانية ضخمة لإعادة تأهيل الملاعب والبنية التحتية الرياضية استعداداً لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، مبرزة أن النسخة المقبلة من “الكان” ستكون “الأكثر إثارة وتنظيماً في تاريخ القارة”.

وختمت القناة تقريرها بالتأكيد على أن تتويج “أشبال الأطلس” في الشيلي يمثل ثمرة للاستثمار في العنصر البشري والبنية الرياضية، مشيرة إلى أن رسالة التهنئة الملكية التي وجهها جلالة الملك إلى أعضاء المنتخب تجسد حرصه الدائم على تحفيز الشباب المغربي وتعزيز إشعاع المملكة الرياضي قارياً ودولياً.