اختتمت فعاليات المهرجان الوطني لسينما الشباب، المنظم من طرف المديرية الجهوية لقطاع الشباب بجهة درعة تافيلالت، ما بين 27 و30 ماي الجاري، بالمركب الثقافي تاركة بمدينة الراشيدية، بتتويج الفيلم الوثائقي “تيزي ن أوماراغ” بجائزة أفضل فيلم وثائقي، في لحظة وُصفت بأنها انتصار للإبداع النسائي الشاب القادم من الجنوب الشرقي للمغرب.

الفيلم هو ثمرة تعاون مشترك بين المخرجتين كوثر وزكان، منشطة برنامج “جذور” على إذاعة درعة تافيلالت الجهوية، وصديقتها فاطمة الزوبير، ابنتي مدينة ورزازات. وقد بصمتا على مسار فني متألق عبر مشاركات لافتة في مهرجانات وطنية، من بينها مهرجان الدشيرة الدولي للسينما، ومهرجان تافراوت. وكان مهرجان الراشيدية محطة ذهبية توجت هذا المسار بجائزة وطنية مرموقة.

ويُسلط الفيلم الضوء على حكاية لالة رابحة، امرأة رحّالة من الجنوب الشرقي، تعيش متنقلة بين القرى والجبال، وتواجه قساوة الطبيعة وتقلبات المناخ بعزيمة استثنائية. تحلم بمأوى بسيط يحميها من حر الصيف وبرد الشتاء، ليصبح هذا الحلم رمزًا إنسانيًا يعكس واقع العديد من النساء الرحّل اللواتي يعشن على هامش التنمية.

الفيلم يحمل بعدًا بيئيًا واجتماعيًا، حيث يعكس تأثير التغيرات المناخية على حياة الرحل، كما يُقدّم رحلة بصرية شاعرية، تدمج بين صدق الحكاية وعمق الصورة، في سردية وثائقية تمزج بين الأصالة والتوثيق، وتُبرز العلاقة المتجذّرة بين الإنسان والأرض.

كوثر وزكان عبرت عن فرحتها بهذا التتويج من خلال تدوينة مؤثرة على صفحتها الرسمية بـ”فيسبوك”، جاء فيها: “بكل فخر وامتنان، توّج فيلمنا الوثائقي “تيزي ن أوماراغ” من إخراجي وإخراج فاطمة الزوبير بجائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان الوطني لسينما الشباب. شكرًا من القلب لكل من آمن بنا وساندنا، ولكل فريق العمل الرائع اللي كان سبب هذا الإنجاز. هذا التتويج ما هو إلا بداية لمسيرة أكبر وأحلام أجمل.”

ويُعد هذا التتويج تكريماً للسينما الوثائقية الشابة والملتزمة، ويؤكد على قدرة الأصوات النسائية الصاعدة في الجنوب المغربي على إيصال قضايا محلية إلى المنصات الوطنية والدولية، بلغة سينمائية ناضجة ومؤثرة.

مهرجان الراشيدية، الذي شهد مشاركة واسعة من مخرجات ومخرجين شباب من مختلف جهات المغرب، كان منصة لتبادل التجارب ودعم المواهب الجديدة، في مشهد ثقافي يراهن على الإبداع كرافعة للتنمية والحوار.

وبتتويج “تيزي ن أوماراغ”، تفتح كوثر ويزكان وفاطمة الزوبير صفحة جديدة من مسيرتهما السينمائية، تحمل في طياتها الأمل في مزيد من التألق، ومواصلة رفع صوت الجنوب من خلال عدسة الكاميرا.