في لحظة مفعمة بالروحانية وعمق الانتماء لتراث الجنوب الشرقي، استقبل شرفاء زاوية الولي الصالح سيدي الحاج عمرو، صباح  أمس الأحد 15 يونيو 2025، عامل صاحب الجلالة على إقليم تنغير السيد اسماعيل هيكل، مرفوقاً بوفد رسمي من السلطات الإقليمية، وذلك في إطار فعاليات اليوم الثاني من موسم الزاوية، الذي يُنظَّم بدوار حارة المرابطين بجماعة تودغى السفلى.

وقد جرى الاستقبال وسط أجواء يكسوها الوقار والسكينة، بحضور وازن لرجال العلم والدين، وشيوخ القبائل، وأعيان المنطقة، إلى جانب ساكنة الدوار وعدد من المهتمين بالتراث المحلي، في مشهد يُكرّس استمرار التقاليد العريقة المرتبطة بالزاويا المغربية ودورها في ترسيخ الهوية الدينية والثقافية.

ويُعد موسم سيدي الحاج عمرو من أقدم المواسم الدينية والاجتماعية بالمنطقة، إذ يمتد تاريخه إلى قرون خلت، وكان على مرّ العصور فضاءً لتلاقح المعارف، واجتماع العلماء، والطلبة، والزهاد، إضافة إلى كونه مناسبة سنوية لتعزيز أواصر صلة الرحم، وتبادل المنافع الاقتصادية والاجتماعية.

وقد عبّر عدد من الحاضرين، في كلمات مؤثرة خلال اللقاء، عن اعتزازهم العميق باستمرار تنظيم هذا الموسم، الذي يُجسد ارتباط الساكنة بقيمهم الروحية، وتشبثهم بتقاليد الوفاء للأولياء والعلماء الذين مثّلوا على الدوام رموزاً للوحدة والتسامح ونشر العلم والمعرفة.

الزيارة شكلت مناسبة لتجديد الروابط بين الدولة والمجتمع، وتعزيز المكانة الرمزية للزوايا كمؤسسات روحية ضاربة في جذور التاريخ المغربي.