رواق المركز الثقافي بزاكورة يحتضن ليلة المتاحف احتفاءً بتراث الأجيال

احتضن المركز الثقافي بزاكورة، مساء يوم الخميس 26 يونيو 2025، فعاليات “ليلة المتاحف والأروقة الفنية”، في إطار النسخة الرابعة من هذه التظاهرة الثقافية الوطنية المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي أطلقتها المؤسسة الوطنية للمتاحف تحت شعار: “الشباب المغربي الحارس الأمين لتراث الغد”.
انطلقت الأمسية الثقافية برواق المركز الثقافي لزاكورة في جو احتفالي راقٍ، حضره عدد من التلاميذ ورواد المركز، الذين تفاعلوا مع فقرات البرنامج التأطيري والفني الذي أعد خصيصًا لهذا الموعد الوطني الهام.
وشكّلت هذه المشاركة الزاكورية محطة متميزة في الدورة الحالية، بفضل المجهودات التأطيرية لأطر المركز الثقافي، وعلى رأسهم السيدة عدجو أخويا مديرة المركز، والسيد عبد الإله لحسيني، والسيدة فاطمة البوردوي، وكذا الأستاذة ثورية الحياني، الذين أشرفوا على تأطير الزيارات وتنشيط الورشات.
وقدّم رواق المركز لزواره من الشباب والتلاميذ شروحات مبسطة وشاملة حول مفهوم المتحف وأدواره التعليمية والتثقيفية، كما تم عرض مجموعة من القطع التراثية والعناصر الفنية، ضمت لقى أثرية، أواني تقليدية، ولوحات تشكيلية تعكس غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي، ما أتاح للزوار فرصة فريدة للتعرف على عمق الهوية الثقافية الوطنية بطريقة تفاعلية وممتعة.
ويأتي هذا الحدث انسجامًا مع الرؤية الوطنية لجعل المتاحف والفضاءات الثقافية فضاءات حية للحوار والتربية والإبداع، حيث تُفتح أبوابها بالمجان من الساعة الخامسة مساء إلى منتصف الليل، بغية تقريب الثقافة من المواطن، وخصوصًا الشباب.
وتندرج هذه التظاهرة في سياق شراكة واسعة تجمع المؤسسة الوطنية للمتاحف بعدد من القطاعات الوزارية، من بينها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهي شراكة تروم تعزيز إدماج الثقافة في المسار التربوي، وتسهيل الولوج إلى المتاحف، وتشجيع البحث العلمي في مجالات التراث والفنون.
وشهدت الدورة توقيع اتفاقيات وطنية تهدف إلى تمتين العلاقة بين الثقافة والتربية، كما تم تقديم معارض كبرى بعدد من المدن، بينها معرض القفطان المغربي بالمتحف الوطني للحلي بالأوداية، ومعرض “آفاق متحركة: مائة عام من البحث الفني بالمغرب (1920 – 2020)” بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
ويأمل المنظمون من خلال “ليلة المتاحف” أن تتحول هذه المبادرة إلى مناسبة سنوية لترسيخ الثقافة كرافعة للتنمية والانتماء، وبناء جسور تواصل بين الأجيال عبر بوابة التراث والإبداع.