تشهد مدينة ورزازات، مطلع غشت 2025، افتتاح وحدة فندقية جديدة تحت اسم “أمنار”، بعد إعادة تأهيل فندق “فرح الجنوب” سابقًا. ويضم هذا المشروع السياحي 150 سريرًا فندقيًا، مطعمين، قاعة رياضة، وحمام سبا، ليشكل بذلك إضافة نوعية تعكس عودة الدينامية الاستثمارية إلى المدينة بعد فترة طويلة من الركود السياحي.

يأتي افتتاح فندق “أمنار” في وقت تُبذل فيه جهود متواصلة لإعادة هيكلة العرض الفندقي بورزازات، خاصة بعد أن شهدت السنوات الماضية إغلاق عدد من الوحدات السياحية بسبب تداعيات الجائحة وتراجع المؤشرات الاقتصادية. ويعكس المشروع رغبة فاعلين خواص في إعادة الاعتبار للمدينة كوجهة سياحية ذات مؤهلات طبيعية، تراثية، وسينمائية فريدة.

ويُعد هذا الاستثمار إشارة إيجابية نحو استعادة الثقة في مؤهلات ورزازات السياحية، كما يُنتظر أن يسهم في خلق فرص شغل جديدة، وتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية، من خلال توفير بنية استقبال عصرية تستجيب لتطلعات الزوار المغاربة والأجانب على حد سواء.

لكن بالرغم من أهمية هذه المبادرات، يؤكد مهتمون بالشأن السياحي أن النهوض الحقيقي يتطلب رؤية مندمجة تتجاوز البنية الفندقية، لتشمل أيضًا تقوية الترويج الدولي، وتحفيز المقاولات الصغيرة في سلاسل القيمة السياحية، وتسهيل مساطر الاستثمار، خاصة في المجال البيئي والتراثي.

وإذ تراهن ورزازات على العودة إلى الواجهة من خلال مشاريع واعدة كهذا الفندق، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية هذا الزخم، وتوجيه السياسات العمومية نحو مزيد من الإنصاف الترابي والدعم الموجه للجهات الداخلية، باعتبارها رافعة استراتيجية في تحقيق أهداف التنمية السياحية الوطنية.