تشهد واحات إقليم زاكورة خلال الموسم الفلاحي الجاري مؤشرات إيجابية تبعث على التفاؤل بخصوص إنتاج التمور، في ظل تحسن الظروف المناخية وتراجع حدة الأمراض والآفات التي كانت تؤثر سلباً على جودة وكمية المحاصيل خلال المواسم الماضية. ويتوقع الفاعلون في القطاع أن يسجل الإنتاج هذا الموسم ارتفاعاً ملحوظاً قد يصل إلى خمسين في المائة مقارنة بالسنة الفارطة، وهو ما يُعزى بالأساس إلى التساقطات المطرية المسجلة مع بداية الموسم، والتي ساهمت في إنعاش النخيل وتحفيز عملية الإزهار والإثمار.

وتشير المعطيات المحلية إلى أن عدداً من الأصناف التقليدية المعروفة بجودتها وارتباطها بالمنطقة، بدأت في العودة التدريجية إلى الأسواق، بعد أن تراجعت خلال السنوات الماضية بسبب الجفاف وانتشار بعض الآفات، حيث يُنتظر أن تعرف هذه الأصناف وفرة في العرض خلال الشهور المقبلة، لاسيما مع اقتراب موسم الجني وتسويق التمور.

كما ساهمت وفرة الموارد المائية واستقرار الفرشة المائية نسبياً في تحسين أداء الضيعات الفلاحية، خاصة تلك التي استفادت من عمليات الغرس الجديدة ضمن البرامج الفلاحية الوطنية، وعلى رأسها مخطط الجيل الأخضر، الذي يستهدف تعزيز الإنتاج وتثمين السلاسل الفلاحية ذات القيمة المضافة، ومنها سلسلة التمور.

ومن المرتقب أن تنعكس هذه الوضعية الإيجابية على أسعار البيع خلال موسم التسويق، حيث يُتوقع تسجيل انخفاض نسبي مقارنة بالسنة الماضية، في ظل وفرة العرض وتحسن ظروف الإنتاج. ومع ذلك، تبقى الأسعار رهينة بالتوازن بين العرض والطلب، وكذا بعدم تسجيل اضطرابات مناخية مفاجئة قد تؤثر على سلامة المحصول.

وتؤكد هذه المؤشرات المتقدمة أن إقليم زاكورة يسير في اتجاه موسم فلاحي واعد في مجال إنتاج التمور، مدعوماً بالعناية المتزايدة التي توليها مختلف الجهات المعنية لهذا القطاع الاستراتيجي، والذي يُعد من ركائز الاقتصاد المحلي، ويشكل مورد رزق لآلاف الأسر الواحية، فضلاً عن دوره في تثبيت السكان في المجال القروي وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.