مشروعا "ميدلت 2" و"ميدلت 3" يعززان التحول الطاقي بالمغرب بعد تحديات محطة نور ورزازات
في سياق الدينامية الجديدة التي يعرفها قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب، جاء فوز شركة “أكوا باور” السعودية بصفقة تطوير مشروعي “نور ميدلت 2″ و”نور ميدلت 3” ليعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو اعتماد تقنيات حديثة أكثر كفاءة في إنتاج الطاقة الشمسية.
ويُنظر إلى اعتماد التقنية الكهروضوئية في هذين المشروعين كخيار واعد، بالنظر إلى نجاعتها الاقتصادية والبيئية مقارنة بتكنولوجيا الطاقة الحرارية الشمسية، التي تم اعتمادها سابقاً في محطة نور ورزازات، والتي واجهت مجموعة من التحديات التقنية والتشغيلية.
ويؤكد خبراء القطاع أن اختلاف التكنولوجيا بين المشاريع، خاصة على مستوى التخزين والتحكم في الأداء، يُؤثر بشكل كبير على الكفاءة العامة للمحطات. وتُعدّ التقنية الكهروضوئية أقل تكلفة في إنتاج كل كيلواط/ساعة، ما يمنحها ميزة تنافسية عالية ويجعلها أكثر ملاءمة في ظل السياق الدولي المتسم بتقلبات أسعار الطاقة.
وتكتسي مشروعا ميدلت 2 و3 أهمية خاصة، ليس فقط لكونهما جزءًا من المخطط الوطني للطاقة الشمسية، بل لكونهما يُساهمان في تعزيز نسبة الطاقة المتجددة ضمن المزيج الطاقي الوطني، وتحقيق الاستقلالية الطاقية، وتقليص الانبعاثات الملوثة، ما يندرج في صميم أهداف التنمية المستدامة التي تلتزم بها المملكة.
وفي الوقت الذي يُسجل فيه المغرب تقدماً ملحوظاً في مجال الطاقة الريحية، فإن قطاع الطاقة الشمسية ما يزال في حاجة إلى تسريع وتيرة الإنجاز وتحسين الأداء التقني. وقد شكّلت التحديات التي واجهت مشروع نور ورزازات محطة تعلمٍ مهمة مكّنت من إعادة ضبط التوجهات التقنية والاستثمار في خيارات أكثر مرونة وفعالية.
من جهة أخرى، يُرتقب أن تلعب التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، دورًا متصاعدًا في تطوير قطاع الطاقات المتجددة، ليس فقط في الإنتاج، بل أساسًا في تحسين عمليات الصيانة ورصد الأعطاب قبل وقوعها، مما سيُعزّز الاستمرارية التشغيلية ويُقلّص من فترات التوقف غير المبرر.
ويمثل دخول مستثمر دولي مرموق في مشروعَي ميدلت دفعة قوية للقطاع، ويعزز الثقة في البيئة الاستثمارية المغربية، ويعكس التزام المملكة الراسخ بالسير قُدماً نحو تحول طاقي حقيقي، أكثر استدامة واندماجًا مع المعايير البيئية الدولية.









