حذّر خبراء المناخ من أن بطولة كأس العالم 2026 المقرر تنظيمها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك قد تواجه مخاطر جدية مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ما يجعلها مهددة بأن تكون الأخيرة في أميركا الشمالية إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

تقرير حديث بعنوان “ملاعب في خطر”، أعدته منظمات دولية، كشف أن 10 من أصل 16 ملعباً مرشحاً للمونديال تجاوز بالفعل العتبة القصوى التي حددها الفيفا لفترات الاستراحة (32°م)، فيما تسجل بعض الملاعب بانتظام 35°م، وهو الحد الذي يعتبره العلماء أقصى قدرة لتحمل البشر. وأضاف التقرير أنه بحلول 2050، ستكون 90% من ملاعب أميركا الشمالية مطالبة بالتكيف مع موجات حر قصوى، مع تعرّض الملاعب الصغيرة للهواة لمخاطر مناخية كبيرة منذ الآن.

وقد زادت المخاوف بعد معاناة اللاعبين في بطولات دولية سابقة، رغم لجوء الفيفا إلى اعتماد استراحات تبريد وتغييرات تنظيمية، غير أن انطلاق المباريات ظهراً ما زال يضع الفرق تحت ضغط الشمس المباشر. كما أشار التقرير إلى أن 9 من المدن المضيفة الـ16 تعيش ظروفاً مناخية “شديدة الخطورة” على المصابين بأمراض مرتبطة بالحرارة.

من جانبهم، دعا لاعبو كرة القدم المحترفون إلى مزيد من الإجراءات لحماية الرياضيين، حيث أكد الإسباني خوان ماتا أن الأزمة المناخية تهدد مستقبل اللعبة ووحدة الشعوب، بينما حذر الألماني سيرج غنابري من المخاطر الصحية على اللاعبين، معتبراً أن “كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، لكنها أيضاً مرآة لما قد نخسره إن استمرت أزمة المناخ”.

ويعيد هذا النقاش إلى الأذهان تجربة مونديال قطر 2022 الذي جرى في شهر دجنبر لتفادي الحرارة المفرطة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات للتحرك العاجل لمواجهة تداعيات المناخ على الرياضة العالمية.